اخر الاخبار

في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي

  • ,بي بي سي نيوز

في اليوم العالمي لمرض الملاريا، يتذكر آدم رجال أحد سكان إقليم دارفور السوداني، أعراض المرض التي ظهرت عليه في فبراير/شباط الماضي أثناء إقامته في مخيمات النزوح في الإقليم.

ويقول آدم لبي بي سي نيوزعربي “أُصبت بالحمى وشعرت بصداع وكنت أعاني من فتور في جسدي كله، حتى أنني لم أستطع السير على قدميّ.. وكنت أعاني من الأرق”.

كان آدم محظوظاً. إذ إنه ذهب إلى مستوصف خاص داخل المخيم يمتلكه طبيب، حيث أجرى فحوصات وشُخّص بإصابته بالملاريا وهناك حصل على محاليل وريدية وتناول عقارا لعلاج الملاريا.

لكنّ هناك أشخاصاً كثيرين أُصيبوا بالملاريا ولم يستطيعوا الحصول على العلاج، ما أدى إلى وفاتهم.

إذ تقول الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها صدر عام 2023، تحت اسم “تقرير الملاريا في العالم” إنها سجلت في عام 2022، 249 مليون إصابة بفيروس الملاريا و608.000 حالة وفاة في 85 بلداً حول العالم.

“مرض الفقراء”

وفي رسالتها في اليوم العالمي للملاريا، قالت منظمة الصحة العالمية إن سكان الريف في قارة أفريقيا الذين يعيشون في حالات فقر ويقل حصولهم على التعليم هم “الأكثر تأثراً”.

وحذرت المنظمة من أن الاستراتيجية التي أقرتها لعام 2025 لمكافحة “مرض الفقراء” كما تطلق عليه، قد تفوت فرصها في التنفيذ بسبب الفقر.

وقال محمد سيف (اسم مستعار) أحد سكان ولاية وسط دارفور بإقليم دارفور السوداني لبي بي سي نيوز عربي إن” الملاريا يعد مرضاً مألوفاً في الإقليم، ولا يكاد يخلو أي منزل منه”.

وأضاف :”من يموت هنا بسبب مرض الملاريا هو شخص لم يحصل على العلاج والغذاء، ويتطور المرض داخل جسده حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة وهي الملاريا الدماغية”،التي تُدخل المريض في غيبوبة.

التغير المُناخي وعلاقته بالملاريا

طفل يعاني من سوء التغذية ينام داخل ناموسية للحماية من الملاريا داخل مستشفى تابع للصليب الأحمر في دولة جنوب السودان.

كما حذر خبراء من أن التغير المنُاخي سيزيد رقعة تفشي الإصابة بالملاريا في بلدان لم تشهدها من قبل.

وقال الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة في جامعة مصر الدولية :”تشير الدراسات إلى أنه إذا زادت درجة حرارة الأرض درجة مئوية واحدة بنهاية عام 2030، ستزداد أعداد الإصابة بالملاريا”.

وأوضح عنان في حديثه لبي بي سي نيوز عربي أن أنثى بعوضة الأنوفيليس المُسببة لفيروس الملاريا، والتي تعيش في درجة حرارة عالية، تهاجر إلى بلدان عدة.

وقد تجد تلك البعوضة ضالتها في البلدان التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.

الكوارث الطبيعية والملاريا

تقول مارسي إرسكين مديرة برنامج الملاريا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لبي بي سي إن الكوراث الطبيعية كالفيضانات والأمطار وما ينتج عنهما من تكوين مياه راكدة تشكل تربة خصبة لنمو البعوضة التي تنقل المرض.

وتضيف إرسكين التي تترأس كذلك التحالف العالمي للوقاية من الملاريا “إن هناك بلداناً أُصيبت بكوارث طبيعية أدت إلى انتشار الملاريا، كما حدث في باكستان منذ عامين عندما شهدت البلاد فيضانات”.

وقد تعرضت باكستان في يونيو/ حزيران عام 2022، لفيضانات “مدمرة” ، أدت إلى زيادة إصابة حوالي 200 ألف شخص بالملاريا، بحسب منظمة الصحة العالمية، وهو عدد مرتفع للغاية مقارنة بالحالات التي سبقت الفيضانات.

جرعات جديدة من اللقاح المطور هذا العام

وحتى العام 2021 لم يكن هناك لقاح لمرض الملاريا، إلى أن أعلن باحثون في جامعة أوكسفورد تطويرهم لقاحاً للملاريا. كما سمحت منظمة الصحة العالمية في العام ذاته لشركة الأدوية GSK، لتطويرعقار لاستخدامه في أفريقيا.

لكنّ هذين اللقاحين، غير متاحين في كثير من بلدان القارة الأفريقية، التي تشكل إصابات الملاريا فيها 94 في المئة من إصابات العالم للعام 2022.

وقال الدكتور إسلام عنان لبي بي سي نيوز عربي إن اللقاح الذي طورته شركة GSK كانت تكلفته مرتفعة ووُزعت منه كميات قليلة، منذ إنتاجه والموافقة على استخدامه قبل عامين.

وأضاف:”هناك لقاح جديد طُوِر وسيوزع مطلع أو منتصف الشهر القادم بكميات كبيرة وسيكون سعره في متناول اليد، كما أن فعاليته تصل إلى أكثر من 70 في المئة وهذا أمر مبشر”.

كما قالت مارسي إرسكين رئيسة التحالف العالمي للوقاية من الملاريا “أتمنى أن نحصل على دعم مالي لتوفير اللقاح في البلدان الأفريقية”.

لكنها أوضحت أن البلدان التي مزقتها الصراعات كالسودان وجنوب السودان واليمن يتعذر فيها إيصال ناموسيات أو أي عقاقير للسكان للقضاء على الملاريا بسبب الوضع الأمني.

التصنيفات: علوم وتكنولوجيا