الكويت (كونا): تشكلت شوارع الكويت وطرقاتها قديما بشكل بدائي وعشوائي بعيدا عن التخطيط الهندسي وذلك منذ بدايات تأسيس مدينة الكويت أوائل القرن ال 17 بين الأعوام 1601 و1700 حيث بدأت ترتسم معالم الشوارع والطرق وتختلف مسمياتها مع تزايد عدد سكان المدينة وبيوتها ومحلاتها.وفي هذا السياق قال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن مسميات الشوارع و(السكيك) القديمة في الكويت تنوعت وتعددت فهناك (السكة السد) وهي عبارة عن ممر ضيق لا يؤدي الى أي طريق وبنهايتها أي “آخر السكة” باب بيت فهي مسدودة.
أما (السكة الضيقة) فذكر أنها تؤدي الى أماكن أخرى و(السكة العودة) ومعناها (السكة الكبرى) حيث تتفرع من (الفريج) وعند المرور فيها تؤدي الى (فريج) ثان مشيرا الى أن (السكة) قديما كانت تسمى باسم اغلبية سكانها مثل (سكة عنزة) و(سكة السبعان).
وأضاف أن (الدرب) هو الطريق السالك المؤدي الى (البرايح) جمع (براحة) ومعناها (الارض الفضاء) أو المؤدي الى البحر أو الأسواق أما (الجادة) فهي كل طريق غير معبدة ومع كثرة مشي المارة عليها سواء بالأقدام او بالدواب والعربات او السيارات يصبح معبدا ولا توجد بها عثرات.وذكر أن اسم (العاير) يطلق على آخر الفريج أي (الزاوية) لآخر بيت في الفريج مشيرا إلى أن (المسقف) أو (السقيفة) أو (الساباط) كما كانوا يسمونه أهل البحرين والإحساء هو الوصف الذي كان يطلق على الجسر الذي يربط بين بيتين خاصة لبيوت الاسرة الواحدة وذات القرابة.ولفت إلى أن هذا الجسر يهدف لتسهيل عبور اهل البيتين خصوصا النسوة من الأعلى ويسهل على المارة من تحت العبور الى بيوتهم مبينا أن أكثر المسقفات كانت توجد في منطقة (شرق).
وذكر أن (البراحة) هي المساحة الفاضية من الأرض التي تحيط بها البيوت المطلة عليها وعادة ما كانت تسمى باسم أول من سكن بالقرب منها او من يتملك عدد كبير من البيوت فيها خاصة إذا كانوا من العوائل الكبيرة.
وبين المذن أن (الثليمة) هي فتحة صغيرة في السور تكونت إما بفعل عوامل التعرية المناخية من رياح وامطار ورطوبة او بفعل فاعل حيث يعمد أحد الأشخاص بفتحها كالصبية الصغار فيقومون بكسر طرف الحائط او السور للعبور خلالها او لصيد الطيور موضحا أن كلمة (الثليمة) جاءت من الكلمة العامية (مثلوم) أي طرفه مكسور.
أما الباحث في التراث الكويتي حسين القطان فقد أوضح في حديث مماثل ل(كونا) أن (السكيكة) هي تصغير سكة وعرضها ما بين المتر والمتر ونصف وطولها يقل عن 50 مترا وتكون بين سكتين رئيسيتين او مدخلا لبيتين او ثلاثة بيوت بينما (الطرقة او الطاروق) هو طريق ترابي صغير للمشاة فقط لا تمشي عليه الدواب او أي من وسائل النقل الاخرى وعادة ما يكون في الأماكن البعيدة والمهجورة.وبين القطان أن (العاير) هو زاوية البيت وعادة ما كانت تجلس بالعاير (بياعة الباجيلا) او الخضرة أما (السوق المسقف) فهو سوق داخلي كان وما زال موجودا في الكويت مثل (سوق الحريم) و(سوق بن دعيج) و(سوق الغربللي) و(سوق واجف) الذي سمي بالمسقف لأن سقفه كان يغطى بسعف النخيل او البواري والحصران للتخفيف من حدة أشعة الشمس على مرتاديه
.ويعود تاريخ انشاء اول شارع في الكويت الى عام 1945 حيث تم تعبيد شارع (دسمان) من قصر دسمان الى ساحة الصفاة وكان يسمى (شارع القار) وأشرف على تشييده الأستاذ إبراهيم البنا المشهور ب(البناء) حيث قام البنا بجلب (الطاري) – الزفت الأسود – من جزيرة قاروه الغنية بالسائل الأسود وكان العمال يكسرون الصخر ويفرشونه على الطريق ثم يضعون الطاري بعد اسالته باستخدام النار ثم الرمل الخشن من البحر.وفي عام 1947 اتخذت بلدية الكويت قرارا بإنشاء الشارع الجديد وبدأ تنفيذ الشارع بإقامة محلات تجارية على جانبيه ويمتد من ساحة الصفاة بالقرب من (محلات شيرين) وينتهي الى ساحل البحر وكان عرضه يقدر ب 60 قدما ويكون بذلك أكبر وأحدث شارع