الكويت (كونا) –- اختتم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حفلات فرقة أوركسترا زغرب الفيلهارموني الرائدة في كرواتيا التي استمرت ثلاث ليال تذوق فيها عشاق الكلاسيكيات مختارات من الموسيقى الكويتية التي صدحت بها قاعة الشيخ جابر العلي الصباح.
واشتلمت الامسية الثالثة والأخيرة لهذا البرنامج اليوم السبت على مقطوعات موسيقية كلاسيكية منها (البوشية) لمشعل حسين بصيغتها الأوركسترالية وسيمفونية رقم 1 على مي الصغير (الأرض الخضراء) الحركة الأولى لمحمد الحمدان والقرين لعبدالعزيز شبكوه.
وكانت البداية مع بلاغويا بيرسا ومقطوعة آيديلا الريفية أعقبتها مقطوعة مولدوفا الحركة الثانية من مقطوعة بلادي (ماي فاذرلاند) لبدريخ سميتانا ثم السيمفونية الثانية دو صغير (القيامة) الحركة الثالثة لغوستاف مالر وأخيرا السيمفونية السادسة سي صغير (باثيتيك) الحركة الخامسة لبيتر إيليتش تشايكوفسكي.
وكذلك الجزء الثاني من الأمسية الذي خصص لمقطوعات موسيقية كويتية نال استحسان الحضور وكانت أولى المعزوفات للفنان محمد الحمدان (سيمفونية رقم 1) على مي الصغير (الأرض الخضراء) الحركة الأولى ومقطوعة (القرين) لعبدالعزيز شبكوه و(البوشية) لمشعل حسين.
واستمتع الحضور بالجزء الثالث والأخير الذي ضم مقطوعات أمتعت الحضور لآستور بيازولا ومقطوعة تانغو (بور أونا كابيزا) ورامين جوادي وموسيقى (غيم أوف ثرونز) ونينو روتا ومقطوعة (الحب والهجرة) من فيلم العراب وأخيرا جون ويليامز ومتتالية موسيقى (حرب النجوم).وقال المدير العام لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب الأمسية إن هذا الموسم هو الثاني للمركز وكان الرهان في الموسم الأول الاستثمار في الأوركسترا الغربية الفيلهارمونية وكانت تجربة فائقة النجاح.
وأضاف خاجة أنه لم يتوقع حجم الإقبال على حضور مثل هذه الأمسيات إذ كان هناك تحفظ من البعض على متابعة أوركسترا قوامها نحو 90 عازفا باعتبار الجمهور الكويتي غير جاهز لهذا النوع من الأوركسترا لكن الإقبال فاق التوقعات.
وأوضح أنه بعد نجاح تجربة الموسم الأول تم التركيز على تكرار التجربة فكانت الأوركسترا الأرمنية وأوركسترا زغرب وهناك أيضا سيكون ختام الموسم في شهر أبريل المقبل مع الأوركسترا الملكية البريطانية بمشاركة 95 عازفا.
وذكر أنه تم الحرص على أن يكون كل يوم مختلفا عن باقي الأيام إذ تم تخصيص اليوم الأول للقطع الموسيقية الطويلة إذ اشتملت الأمسية على ثلاث مقطوعات فقط أما الأمسية الثانية فكانت مزيجا ما بين القطع الصغيرة والقطع الموسيقية الكويتية التي تم تأليفها خصوصا لأوركسترا زغرب.من جانبه قال المؤلف الموسيقي مشعل حسين في تصريح مماثل ل(كونا) إنه حول مقطوعة البوشية إلى صياغة أوركسترالية ونال عنها جائزة الدولة التشجيعية لعام 2018 في فئة التأليف الموسيقي من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ولفت حسين إلى أنه وضعها خصوصا لحفل أوركسترا بوخارست الفيلهارموني في مارس العام الماضي ضمن فعاليات الموسم الثقافي الأول لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. وأوضح أنه عمد إلى تطبيق بعض عناصر التأليف الغربي الكلاسيكي من خلال عرض الجملة اللحنية الأساسية وتناولها على درجات متعددة من درجات نغم السلم أو المقام إضافة إلى تنويعات عليها بمصاحبة نسيج هارموني متنوع ما بين الكلاسيكي والحديث وكل هذا على ميزان الفالس الملائم لإيقاع السامري.
وذكر أن بعض عناصر التأليف عملت على التوليف بين العناصر وكسرت حاجز الملل من خلال التنويعات في صياغة الجملة مبينا أنه حاول إجراء تكوين مع الأوركسترا في التنقل عبر اللحن الأساسي.
وأشار الى أن الجديد كان في توظيف وضغط وتغيير الجملة وربما كان هذا يمثل نوعا من المغامرة بالنسبة له لكن الذي شجعه كثيرا هو أن الأوركسترا ليست ملتزمة بموسيقات معينة بل تقدم الموسيقات الحديثة.ومشعل حسين هو عازف آلة الكلارنيت في فرقة مركز جابر الموسيقية وأستاذ العزف عليها في المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت ونال شهادة ماجستير من معهد الموسيقى العربية- أكاديمية الفنون- القاهرة قسم علوم الموسيقى عن بحث بعنوان (دراسة للأغنية الكويتية عند سعود الراشد).وكان حسين أحد الداعمين لفكرة مشروع (كويتي تون) الذي يتضمن إعادة صياغة الألحان التراثية الكويتية وتقديمها بأسلوب موسيقي عالمي حديث من خلال إضافة بعض عناصر الموسيقى الغربية بهدف نشر الألحان الكويتية.
بدوره أعرب الفنان عبد العزيز شبكوه ل(كونا) عن سعادته بالمشاركة في هذه الأمسية الكلاسيكية البديعة والتي تنوعت فقراتها مشيرا إلى أنه شارك بمقطوعة موسيقية من التراث الكويتي أبرزت ألحان الفنون الشعبية الكويتية المتواضعة بشكل أكاديمي عالمي.
ولفت إلى أنه استطاع تحويل العمل الفني المحلي الى عالمي اوركسترالي مبني على اللحن الأساسي من خلال تكبير أو تصغير قيمة زمنية وإثرائها بالهارمونيات وتوزيع الآلات مبينا أنه لم يكن يتوقع حصوله على هذا التصفيق الحاد من الحضور.ورأى أنه استطاع معالجة اللحن بشكل أوركسترالي بما يثبت أنه يمكن التناسج بين الموسيقى الكويتية ونظيرتها الغربية معبرا عن سعادته بخوض هذه التجربة الموسيقية العالمية.
من ناحيته قال الفنان محمد الحمدان ل(كونا) إنه شارك بقالب سوناتف عبارة عن سيمفونية قام بتأليفها من الصفر لافتا إلى أنه كان يتمنى كثرة عدد البروفات لكن على الرغم من ذلك فإن اللحن خرج بشكل جميل ولاقى استحسان الحضور. وأضاف الحمدان أنه شعور جميل أن يقوم بعزف موسيقاه فنانون متميزون قادرون على قراء النوتة بسرعة لافتة دون الحاجة إلى بروفات متعددة لازمة.
وقدمت فرقة أوركسترا زغرب الفيلهارموني أولى حفلاتها في عام 1871 لكنها في عام 1920 حصلت على تسميتها الحالية ومنذ ذلك الوقت قدمت أفضل الحفلات والعروض الموسيقية.
وتضمن تاريخ الفرقة أكبر الموسيقيين وأشهر الأسماء في قيادة الأوركسترا مثل فريدريتش زاون وميلان هورفات ولوفرو فون ماتاتشيتش وملادين باشيتش وبافلي ديسبال وكازوشي أونو وبافل كوغان وألكسندر راباري وفجيكوسلاف شوتيج.وقدمت أوركسترا زغرب الفيلهارموني العديد من الحفلات في معظم الدول الأوروبية إضافة إلى أميركا والمكسيك واليابان وعمان والصين والأرجنتين.
وخلال مسيرتها الطويلة حرصت أوركسترا زغرب الفيلهارموني على تشجيع الإبداع الموسيقى واحتواء مهارات المؤلفين الموسيقيين في كرواتيا من خلال تسجيل أعمالهم وعرضها على المسرح أول مرة.
وحصدت هذه الأوركسترا العديد من الجوائز تقديرا للدعم المستمر الذي تقدمه إلى المشهدين الموسيقيين المحلي والعالمي إضافة إلى استمرارها في إثراء الثقافة الموسيقية.
يذكر ان قاعة الشيخ جابر العلي الصباح الموسيقية مصممة لاستيعاب الفرق الموسيقية المحلية والإقليمية والعالمية بتقنيات صوتية وضوئية حديثة.